مرحلة رياض الأطفال والتمهيدي

إننا ندرك تماماً الأهمية البالغة التي يوليها الآباء لمنح أطفالهم التعليم الهادف الذي يعطيهم الفرصة لاكتساب مهارات الحياة القيمة، والتي من شأنها مساعدة أولئك الأطفال في النمو باتزان ليصبحوا أشخاصاً مستقلين ومنتجين وفعالين في مجتمعهم. وقد تبين من خلال الأبحاث العلمية المكثفة ومن خلال خبراتنا الشخصية كآباء أن سنوات الطفولة المبكرة هي إحدى أهم الفترات في حياة أطفالنا العلمية حيث يبلغ نموهم العقلي، والحسيّ، والاجتماعي ذروته.

إن الهدف من المرحلة التمهيدية هو إيجاد بيئة تتسم بالرعاية والأمان حيث يمكن للطفل من خلالها أن يستكشف اهتماماته ويتعلم الكثير من المواضيع الأساسية كما يستطيع في الوقت ذاته اللعب مع أقرانه وبناء ثقته وملامح شخصيته. وليس الهدف من هذه المرحلة أن تحل محل الآباء الذين يشكلون بكل تأكيد أهمية بالغة في تربية الطفل، إذ يمكن للمدرسة التمهيدية أن تعمل كشريك حيوي لهم في اكتشاف وصقل المواهب المتعددة لأطفالهم من خلال التدريس المتسم بالحماس في منشآت آمنة وملائمة للأطفال. إضافة لما سبق، تثبت العديد من البحوث والدراسات أن الأطفال الذين حصلوا على التعليم التمهيدي يتمتعون بمهارات اجتماعية أكثر قوة، وأداء علمي أكثر تفوقاً، بل ويحظون بفرص وظيفية أكثر وأعلى دخلاً بعد ذلك في مراحل حياتهم. فمن هذا المنطلق قمنا بفتح الصف التمهيدي و إعداد منهج يتناسب مع هذه المرحلة , فالشكر لكل من ساهم و دعم في نجاح الصف التمهيدي وتوفير المنهج المناسب

أهمية رياض الأطفال لا يقلّ دور رياض الأطفال أهميّةً عن دور المدارس؛ بل تعتبر أهمّ مرحلةٍ لأنّها أولى خطوات تعليم الطفل حتى وإن كان هذا التعليم لا يعتمد على القراءة والكتابة، فهي تُطوِّر مهارات الطفل الحركيّة، وتساعده على التعبير عن نفسه وخياله، وتقوّي شخصيّته إذا تمّت تنشئته تنشئة صحيحة، وهذا يعتمد على المعلّمات فيها، ويجب على المسؤولين الانتباه إلى المعلّمات في الروضة وتنمية مهاراتهنّ وإعطائهنّ دوراتٍ كي يقمن بدورهن على أكمل وجه؛ حيث إنّ الروضة من الممكن أن تكون من أخطر المراحل على الطفل إذا لم تتمّ تنمية قدراته ومهاراته تنميةً صحيحة ومن أبرز فوائد مرحلة رياض الأطفال.

تهيئة الطفل للمدرسة مرحلة رياض الأطفال تنقل الطفل من جوّ الأسرة والبيت إلى العالم الخارجي، وتهيّئه لمرحلة المدرسة والاعتماد على النفس بدلاً من الاعتماد على الأهل، وهي تنمّي قدراته الحركيّة من خلال اللعب، وتأتي هذه المرحلة باعتبارها أولى مراحل تربية وتعليم الطفل السلوكيّات والآداب، كما تعلّم الطفل على العمل بروح الفريق والتعاون مع أقرانه والاندماج معهم، حتى لا يصبح الطفل انطوائياً وخجولاً، كما أنّها تقوّي العلاقة بين الطفل ومعلّمته كي يستعدّ لمرحلة المدرسة، ولا يكون دور المعلّم جديداً على الطفل.

تنمية قدراته العقلية إنّ مرحلة رياض الأطفال تفيد الطفل في تنمية قدراته العقليّة من خلال تعليمه على العد بشكلٍ بسيط، وهذا يساعده على التذكّر ومعرفة الأعداد، كما أنها تُنمّي قدراته الكلاميّة، وتجعله قادراً في التعبير عن نفسه وأفكاره، أمّا من الناحية السلوكيّة فإنّها تعلمه الأخلاق والآداب الحميدة، ومن المهم تعليم الطفل النظافة في هذه المرحلة.

المناهج المتّبعة في رياض الأطفال ليس هناك منهج محدّد في رياض الأطفال كما هو الحال في المدارس، نظراً لأنّ الهدف الأساسي يعتمد على تنمية المهارات الحركيّة والوجدانية للطفل، خاصةً إن في مراحل رياض الأطفال الأولى، ففي هذه المرحلة لن يكون الطفل مستعداً لتعلم الكتابة والقراءة؛ بل تكون قدرته على الحفظ هي الأساس، فمن الممكن تدريسه الأعداد، وبعض آيات القرآن دون إرهاق عضلاته بالكتابة ومسك القلم.

أمّا المرحلة التمهيديّة ففيها يتعلّم الطفل الأحرف والأرقام كتابةً وقراءةً استعداداً لدخوله إلى الصف الأول الابتدائي، وهناك وسائل متعدّدة لتعليم الطفل في هذه المرحلة تختلف من روضةٍ إلى أخرى؛ فهناك بعض رياض أطفال التي تستخدم وسائل متطوّرة لتعليم الطفل، وهناك من يستخدم الوسائل والألعاب التقليديّة، وأياً كانت الوسيلة فمعلّمة رياض الأطفال هي أهمّ شخص لتعليم الطفل، ولها الدور الرئيسي في تنمية الطفل وتوجيهه نحو كلّ ما هو أفضل.

-->